وعد 2- تدريب نوعي لكفاءات وطنية تنافسية لسوق العمل

المؤلف: خالد السليمان11.01.2025
وعد 2- تدريب نوعي لكفاءات وطنية تنافسية لسوق العمل

مما يثير الإعجاب والإبهار أن النسخة الثانية من حملة "وعد 2"، التي أطلقتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالتعاون الوثيق مع 58 شريكًا استراتيجيًا من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، تهدف إلى توفير ما يزيد على 3 ملايين فرصة تدريبية مبتكرة وحديثة. إن النتائج المثمرة لبرامج ومبادرات التدريب السابقة قد تركت بصمة واضحة وأثرًا إيجابيًا في صقل مهارات وقدرات شباب وشابات الوطن الغالي، حيث تشير البيانات والإحصاءات الموثوقة إلى حدوث قفزة نوعية وزيادة ملحوظة في أعداد السعوديين والسعوديات العاملين في الوظائف التي تتطلب مهارات عالية ومتقدمة بنسبة تصل إلى 39.6% خلال السنوات الخمس الماضية الزاهرة!

لقد وصل عدد المواطنين والمواطنات السعوديين الذين يساهمون بفعالية في ازدهار القطاع الخاص إلى 2.4 مليون فرد، في حين بلغ معدل البطالة بين السعوديين 7.1% في الربع الثاني من العام، وهو ما يعتبر، وفقًا لتقارير الإحصاءات الرسمية، أدنى مستوى تاريخي يتم تسجيله. ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الفرص التدريبية المتاحة بحلول نهاية عام 2025 حاجز المليون و155 ألف فرصة تدريبية قيمة، وذلك بالتعاون المثمر مع 14 شركة وطنية رائدة في هذا المجال. وتهدف مبادرة "مُسرّعة المهارات" الطموحة إلى تعزيز وتطوير كفاءات وقدرات أكثر من 300 ألف موظف سعودي متميز في القطاع الخاص، وذلك من خلال تقديم أكثر من 3 آلاف برنامج تدريبي متخصص ومتنوع في 7 قطاعات اقتصادية حيوية ورئيسية، تشمل قطاعات الصحة، والمالية، والطاقة، والسياحة، والصناعة، والنقل، وغيرها من القطاعات الهامة التي تساهم في بناء مستقبل مشرق للوطن!

من الضروري الإشارة إلى استكمال أطر المهارات القطاعية المتكاملة في المجالس القطاعية المتخصصة، جنبًا إلى جنب مع إطلاق 40 شراكة قطاعية استراتيجية بالتعاون الوثيق مع المنظومات التعليمية والتدريبية المرموقة. بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق "دليل تصنيف المهارات السعودي" الشامل والمفصل عبر الموقع الإلكتروني للوزارة، بهدف رئيسي وهو تعزيز وتطوير رأس المال البشري الوطني على المدى البعيد، وذلك لتحقيق الأهداف الطموحة لرؤية السعودية 2030 ومواجهة التحديات المتجددة في سوق العمل الديناميكي. وهذا يبرز الأهمية القصوى لتوفير فرص تدريبية متنوعة وشاملة للمهارات الأساسية والمتخصصة المستقبلية للكوادر الوطنية الشابة، لتمكينهم من المنافسة بقوة واقتدار وتلبية الاحتياجات المتزايدة والتطورات المتسارعة في سوق العمل المتغير!

لا شك أن شبابنا الواعد يجب أن يدركوا تمام الإدراك أن العمل الدؤوب والمستمر على تطوير الكفاءات الذاتية وتحسين المهارات الشخصية ورفع مستوى الأداء المهني المتميز يتطلب التدريب المستمر واكتساب ثقافة التعلم والتطوير الذاتي التي تواكب المتغيرات المتلاحقة في سوق العمل، وذلك ليصبحوا أكثر قدرة على المنافسة والإبداع والابتكار. فالرؤية الطموحة للمملكة ترتكز بشكل أساسي في تحقيق أهدافها الاستراتيجية على قدرات وإمكانات أبناء الوطن المخلصين، وذلك لتشكيل قوى عاملة وطنية مؤهلة وممكنة وقادرة على قيادة المستقبل المشرق للوطن!

باختصار شديد.. الشراكات المثمرة والفعالة مع القطاعات الرائدة في المملكة تحقق الدعم المستدام والضروري لتحسين القدرة التنافسية وتعزيز ثقافة التدريب المستمر والتطوير الدائم. والنتيجة النهائية المتوقعة هي استثمار مضمون ومؤكد الأثر في بناء قوى عاملة وطنية ماهرة وقادرة على مواجهة تحديات المستقبل بثقة واقتدار!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة